saada
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تصميم العمل النحتي

اذهب الى الأسفل

تصميم العمل النحتي Empty تصميم العمل النحتي

مُساهمة  الزعيم الأربعاء أكتوبر 08, 2008 11:59 am

تصميم العمل النحتي :
أولاً / طبيعة مشكلة التكوينات ذات الثلاث أبعاد ( الحجم , الكتلة , الفراغ ) :
إننا لا نهتم في حالة الأشكال ذات البعدين إلا من زاوية واحدة بالنسبة للمشاهد وهي أن يكون للتصميم وجه واحد , وهذا يجعل أمره سهلاً حيث يمكن حل جميع المشكلات في إطار الوجه الواحد .
وليس هذا ما يحدث عند وضع أشكالنا في فراغ حقيقي إذ ينبغي علينا عند عمل الشكل النظر إليه من جميع الأوجه ونفس الشيء يؤديه المشاهد الذي لا يمكنه استيعاب أو تقدير الشكل دون النظر إليه من جميع الأماكن وهذا يعني شيئاً واحداً له مغزى كبير , وهو أننا لا نتعامل مع نظام واحد ثابت من العلاقات المتداخلة , وهناك ولا شك نظام أساسي واحد وهو من الجهة المادية للتصميم , غير أن لهذا التكوين الواحد عدة وجوه مختلفة , يكوّن كل منها تكويناً في حد ذاته .
أضف إلى ذلك أن كل وجه يجب أن يوصلنا إلى الوجه الآخر وخلافاً للتكوين ذي البعدين الذي يجب أن يظل ثابتاً في نطاق مسطح الصورة , نجد أن التكوين لا ينجح مهما تكون درجة تأثير أحد أوجهه وذلك ما لم يوصلنا إلى استكشاف نفس العلاقات في جميع الأوجه , وهذه المشكلة جديرة بالاهتمام .
ولهذا السبب توضع القاعدة التي يعمل عليها النحات على محور متحرك وعليه أن يدير التكوين دائماً أثناء العمل لكي يدرسه من جميع زواياه ويصبح لكل سطح أو استدارة فيه قيمة أو تعبير جديد .

ثانياً / العناصر المرنة للتصميم : ما معنى كلمة مرن من الناحية الحرفية , تعني شيئاً يمكن تشكيله وعادة يكون بالأيدي فالطين مرن , كما أن الشمع مرن أيضاً , والأشكال التي يمكن إخراجها من هذه المواد لها خصائص أخرى , ولما كانت ذات ثلاثة أبعاد فهي على هذا الأساس توجد في الفراغ , وعندما يسقط عليها الضوء ترى كنموذج من ضوء وظلال .
ونعني بذلك أن العناصر الأساسية التي يمكن أن نبني فيها نموذجاً ذات ثلاثة أبعاد , مما نشكلها باليد أو بالأدوات أو بالآلات , مادة مرنة .. وتنقسم هذه العناصر إلى ثلاثة أقسام تؤلف بعضها مع بعض أثناء العمل عنصراً مرناً رابعاً غير مادي .
1. المجسمات :
ونقصد بالمجسم الشيء الذي له حجم ويعبر عنه بالإسقاط في أبعاد الفراغ الثلاثة , وقد يكون المجسم صلباً تماماً في كتلة حجر , أو قد يكون مفرغاً مثل الفخار .
2. المسطحات :
للمسطح من الناحية الهندسية بعدان طول وعرض , ولكننا لا نستطيع التعبير عنه في الفراغ من غير اعتبار السمك أيضاً , ويكون عليه حينئذ أن يوجد كمادة , ولذلك يكون الفرق بين المسطح والمجسم شيئاً نسبياً .
3. الخطوط :
للخط من الناحية الهندسية بعد واحد فقط هو الطول ونحن لا نستطيع التعبير عن هذا الطول بالمادة من غير إعطائه سمكاً , على هذا الأساس إن كتلة أي شكل والذي ينظر إليه كخط إنما هو مسألة نسبية .
4. الفراغ : وينشأ عن فاعليات العناصر المادية الثلاث السابقة عنصراً آخر هو الفراغ , والفراغ في حد ذاته عنصر مرن ويستعمل هذا العنصر كوسيلة من وسائل التشكيل الفراغي .
والنحت كالعمارة فن يعتمد على الحجم في الفراغ , وتنظيمه من الخارج بعكس العمارة التي تنظم من الداخل والخارج .
وأغلب التماثيل المصنوعة من الحجر أو الخشب عبارة عن كتلة منظمة نظاماً يتأثر بالشكل الأصلي للكتلة , والفنان الذي يواجه بكتلة الحجر أو قطعة الخشب إما أن يحافظ على الشكل الأصلي للكتلة وبذلك يصبح التمثال قوياً ثابتاً , وإما أن يوافق الكتلة ويحذف منها , وعلى ذلك فإنه يزيد من حركة التمثال في الفراغ .
والنحت بأنواعه سواء أكان نحتاً في الحجر أم تشكيلاً بالصلصال فهو فن يكتسب قوته من بساطته ووضوحه كما انه فن تذكاري , ويختلف عن العمارة في أنه غالباً ما يمثل الإنسان أو الحيوان وهي عناصر تسهل على الفنان عملية التنظيم .
وعندما يبتكر الفنان شكلاً ما مستعملاً أية خامة فإنه لا يقلد المظهر الخارجي للطبيعة , ولو أن الطبيعة تكون نقطة البداية فهو يستخلص بعض التنظيمات من أجزاء الشكل كالرأس والجذع والأطراف , والنحات في هذا التنظيم كالمهندس المعماري الذي يبدأ عمله بالأحجام وتنظيم علاقاتها مع بعضها وخاصة الاسطوانة والكرة , وعند استقرار هذه العلاقات فإنه يدرس الفاتح والغامق ( الظل والنور ) ثم الخط , فالفتحات كالعين والفم التي تكون الظلال , أما الأجزاء البارزة فتتلقى الضوء , فتعاقب الظل والنور يولد حركة وحيوية للشكل .
فإذا وجدت هذه الاختلافات في السطح بشكل بسيط كان التنويع الموجود في هذا السطح تنويعاً خفيفاً أيضاً , وإذا كان التنويع نتيجة تفاصيل طبيعية فإن هذا يحدث تغيراً سريعاً في الظل والنور , وهذا بالتالي يحدث حركة في السطح تكون على حساب الحجم , أما الخط فلا يظهر في الأحجام الاسطوانية , على أننا إذا درنا حول التمثال فإننا نلاحظ أن العين ترى حدوداً أو محيطات للشكل , وتتغير هذه الحدود والمحيطات عند تغيير موقفنا من التمثال بحيث تلاحظ صفات خطية تقود حركة الكتل , وهناك وجه آخر للصفة الخطية يظهر في ذراع مرفوع أو ممدود مثلاً ويحدث تأثيراً خطياً خاصاً في التصميم .
والسطح عنصر آخر من عناصر تنظيمات النحت وسطح الخامة المستعملة لأي نوع من أنواع النحت له أثر كبير في التأثير النهائي , فسطح حجر الجرانيت مثلاً خشن محبب , والمرمر معرق وشفاف , والخشب ذو ألياف , والصلصال خشن غير منتظم والبرونز عاكس لامع , وهناك مالا يحصى من الصفات الكامنة في طبيعة كل خامة والطرق التي تجهز بمقتضاها , ويمكن الحصول على نتائج منوعة من تجاور الأساليب المختلفة في الأداء على السطح كتجاور المساحات الخشنة والناعمة مثلاً .
وينقسم النحت إلى ثلاثة فروع كما أسلفنا سابقاً :
1. النحت كامل التجسيم : أي أن للتمثال ثلاثة أبعاد .
2. النحت البارز : هو الذي تكون فيه الأشكال البارزة ملتصقة بالأرضية .
3. النحت الغائر : تكون فيه الأشكال غائرة في الأرضية وهو أقل استعمالاً والنحت يعتبر تكويناً عضوياً , ليس فقط كعمل في حد ذاته ولكن لما ينقله من خبرة الحياة .
يقول " ميشيل انجلو " : ( إن الحياة تبدو كأنها تتحرك داخل الحجر ) , وهذه الجملة لها معنى أعمق من الظاهر , لأن النحات العظيم بعيد كل البعد عن محاولة تقليد الشكل الظاهر للطبيعة فهو يجعل الخامة مشبعة بالحيوية وبالصفات التي لا يمكن أن تحددها الكلمات ولكنها تحس إحساساً وليد الانفعال , هذه هي الصفة التي تعيش وتكمن متلازمة مع صفة التكوين العضوي .


خصائص التكوين المرن :
لمعظم التكوينات المرنة تصوران شكليان واضحان يمكن أن نفكر فيهما من الخارج ومن الداخل ولبعض الأشكال ناحية شكلية واحدة , ويتركز الاهتمام غالباً على الهيئة الخارجية فقط كما في النحت .
الأشكال المغلقة والمفتوحة :
1. الشكل المغلق :
للتكوينات المرنة صلة مباشرة بالاختلافات بين الأشكال المغلقة والمفتوحة ولنبحث ماذا يعني الشكل المغلق .
إن بعض التكوينات المرنة تظهر مغلقة بغلاف بسيط , يكون في الغالب هندسياً في طبيعته , ففي النحت وبخاصة في الحجر أو الخشب يحاول بعض الفنانون عادة المحافظة على أن يظهر الغلاف النهائي مستمداً من شكل الكتلة , ومن الأمثلة على ذلك أعمال " جون فلاناجان " فلقد كان دائماً يجمع أحجاراً من الطبيعة مما توحي إليه أشكالها بموضوع معين ثم يخرج من تلك الفكرة بأقل عملية حفر ممكنة على الأساس الطبيعي لهيئة الشكل بقدر الإمكان .
ومن أعماله التي توضح ذلك تمثاله " يونس والحوت " , ولا يقصد من وراء ذلك أن عليك أن تحصل على غلاف جاهز للشكل ولعل تمثال النمر " جاجوار " من عصر ما قبل الكولومبي قد نحت قطعة من حجر بيضاوية الشكل أو من كتلة مكعبة , ولكن مما لا شك فيه أن قوة الغلاف البيضاوي هي التي تحكم الشكل النهائي , إن بعض الأشياء تقبل المعالجة بهذه الطريقة والبعض الآخر لا يقبلها .
2. الشكل المفتوح : إن قوة دفع حركة العناصر للشكل تعمل إما في اتجاهه وإما بعيداً عنه , والتكوين المميز هو الذي يتحقق فيه ما يشابه نظام نمو الأشكال في الطبيعة وهذه الأشكال ليست منعزلة عن الفراغ المحيط بل تنفذ فيه , ومن الصعب دائماً معرفة مدى فاعليتها فيه , ويصعب تحديد الفاصل بين كل من فكرتي الداخلي والخارجي للشكل , إذ أن كليهما يميل إلى الارتباط بالآخر حتى أنه يتعذر علينا القول أيهما الداخلي , وأيهما الخارجي , ويوضح تمثال " الإنقاذ " من عمل " ليبشتيز" نفس فكرة النوع المفتوح , فالكتل فيه مفتوحة وهي أشبه بخلايا نحل مزودة بفراغ متداخل وتمتد كما لو كانت أطراف " أميبا " تدور في الفراغ المحيط وليس من الممكن تحديد أي غلاف مغلق لها , فالأشكال محكومة بالحركة الديناميكية التي تخرج من مدار مركزي وهمي ثم تعود إليه مرة أخرى .
الزعيم
الزعيم
عضو متميز
عضو متميز

المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 05/10/2008

https://basma91.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى